26 سبتمبر 2014


قصص جيدة إلى حد ما، بعضها فلسفي عميق المعنى، و البعض الآخر مبعثر تحير حتى في آمر راويه، فلحظة تظنه شكري و لحظة تظنه شخصا آخر. 
في هذه المجموعة القصصية يتبين لنا جليا بآن شكري كان كاتبا يكتب لا لشيء إلا من أجل الكتابة، فكل لحظة من لحظات حياته هي مادة لكتاباته. حتى أتفهها. و كل ما يعتمل في داخله و يشج في حنايا صدره لا يتجسد إلا على الورقة . فكان بذلك كاتبا يكتب لنفسه أكثر مما يكتب لغيره، و يمارس فعل الكتابة كممارسته للأكل و الشرب و الجنس، فذلك عنده سيان. غرائز كغيرها من الغرائز.
و إن نعى عليه البعض الألفاظ "السمجة" و الأسلوب "الوقح" فقد أجابهم محمد برادة في تقديمه لهذا الكتاب، حيث قال: "و تغدو الكتابة بالنسبة له ادمانا جزئيا يرفض أن يجعل منه قناعا للتجميل آو مطية للإرتقاء في السلم الاجتماعية" فهو لم يحذو حذو غيره من الكتاب ذوي الكلمات المنمقة و الألفاظ الشاعرة بل حاول فيما يكتب تجسيد الصورة كما هي حقيقية واقعية يأتي بملامحها من مجتمع إنساني محض و ليس من عالم مثالي خيالي. فاستطاع بذلك تشخيص مغرب "ما بعد الاستعمار" تشخيصا دقيقا يخلو من كل تشويه.

0 التعليقات